بيان غاضب من نقابة الأطباء السودانيين بعد مقتل الطبيبة بمروي

أعلنت نقابة الأطباء السودانيين مقتل 159 من الكوادر الطبية منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023، آخرهم الطبيبة روعة علاء الدين عبد الحكم إدريس، التي قضت إثر اعتداء مأساوي بمدينة مروي شمال السودان.
الحادثة، التي وقعت خارج حرم المدينة الطبية، أعادت تسليط الضوء على هشاشة بيئة العمل الطبي، وسط مطالبات متزايدة بتفعيل قانون حماية الطبيب وتأمين المستشفيات من الاعتداءات المتكررة. وقال راشد بدر، عضو النقابة، إن الاعتداءات باتت مرتبطة بشكل مباشر بنقص الأدوية والمستلزمات، ما يضع الأطباء والمواطنين في دائرة الخطر.
وفي تعليق قانوني، أوضح المحامي المعز حضرة أن حق القصاص في مثل هذه الجرائم يبقى بيد ورثة الضحية المباشرين، مع إمكانية المطالبة بالدية أو العفو، مؤكدًا أن المحكمة تحتفظ بسلطة تقدير العقوبة وتشديدها بحسب جسامة الجريمة.
بيانات حديثة من قاعدة Insecurity Insight كشفت عن 619 حادثة عنف أو عرقلة للرعاية الصحية، بينها 154 حالة تضرر لمرافق طبية، بعضها استُهدف أكثر من مرة. كما وثقت الشبكة المعنية بحماية الصحة في النزاعات (SHCC) مقتل 66 عاملًا صحيًا في عام 2024 وحده، وتضرر 79 مرفقًا طبيًا، فيما شهد العام الحالي مقتل 37 عاملًا صحيًا حتى يونيو/حزيران.
وتتركز الحوادث في الخرطوم والجزيرة وشمال دارفور، حيث تعرضت مستشفيات للقصف بالطائرات المسيّرة، وأُجبر المرضى على الإجلاء القسري. وتقول منظمات دولية إن استهداف الكوادر الصحية في السودان أصبح ممنهجًا، في وقت يواجه فيه النظام الصحي شبه انهيار، مع إغلاق نحو 85% من المرافق الطبية ونزوح آلاف الأطباء، ما ترك ملايين المدنيين بلا رعاية أساسية وسط تفشي الأمراض والأوبئة.