
منذ العام 1991 أرست الجمارك السودانية دعائم العمل التقني في مقدمة عملياتها التشغيلية، بغرض تجويد الأداء ومواكبة التطور العالمي.. مما أهلها لمجاراة الثورة الرقمية العالمية.. وقد أسهم ذلك في بناء بنية تحتية جمركية متطورة لتعزيز كفاءة العمل الجمركي.. شملت التطبيقات الجمركية الحديثة، الربط الشبكي، أنظمة الصيانة، وتوفير البيانات، مما ساعد في تبسيط الإجراءات الجمركية وتعزيز مبدأ الشفافية والرقابة المالية.
*تخريب ممنهج*
غير أن هذا التطور لم يسلم من الاستهداف ،إذ تعرّضت البنية التقنية الجمركية لأضرار جسيمة من قبل مليشيا الجنجويدةالمتمردة، حيث تم تخريب الأنظمة بشكل متعمد، وكان أبرزها تدمير برنامج “الأسيكودا” الذي يعد أحد أهم الركائز التقنية للجمارك، لما يوفره من سرعة، دقة، وتبسيط للإجراءات الجمركية، وبالتالي رفع كفاءة العمل وزيادة الإيرادات القومية.
*تدمير ممنهج*
فقد شهدت المحطات الجمركية بولاية الخرطوم على كافة المستويات تدميراً واسعاً للوسائل المساعدة لتحقيق العمل الجمركي ،خاصة في قطاع الاتصالات والحوسبة وتقنية المعلومات.
وقد أكدت فرق الإصلاح التي عملت على إصلاح الأعطال وإعادة البنية التحتية الاتصالات بالمحطات الجمركية بولاية الخرطوم ،اكدت أن التدمير والتخريب كان ممنهجاً واستهدف الشبكات والأجهزة والأنظمة بشكل مباشر.
*إعادة تشغيل “الأسيكودا”*
رغم حجم الخراب، فقد تمكنت الإدارة العامة لتقنية المعلومات والاتصالات بالجمارك، بالتعاون مع إدارة تقنية جمارك الخرطوم، من إنجاز المطلوبات الفنية وإعادة تأهيل وتشغيل البنية التحتية التقنية بالمحطات الجمركية بولاية الخرطوم ،بعد الأضرار الجسيمة التي حدثت جراء التخريب المتعمد الذي نفذته مليشيا الدعم السريع، وتم تشغيل برنامج “الأسيكودا العالمي”، وربطه بالمركز الرئيسي في بورتسودان.
وذلك بجهود ميدانية ضخمة من الضباط وضباط الصف والجنود، الذين استطاعوا إعادة تشغيل الأنظمة في وقت وجيز.
وقد شملت عمليات التأهيل محطات دائرة جمارك الحاويات قري، جمارك المنطقة الحرة قرب ، جمارك المستودعات ، وصالة الحج والعمرة بمطار الخرطوم،فيما يجري استكمال الترتيبات النهائية لتشغيل النظام في قسم ضرائب الإنتاج في بحري.
*إصلاحات جمركية*
عملت إدارة تقنية المعلومات بجمارك الخرطوم على إصلاحات وتأسيس شبكات الاتصال والتطبيقات الجمركية، وفق معايير فنية حديثة،وقد تمتع الكادر الفني من الضباط وضباط الصف والجنود بتأهيل فني عالية وخبرات متراكمة بالمهنية العالية وتفان في العمل بجد وإخلاص ، وكانت كل تلك المجهودات بإشراف السيد مدير قوات الجمارك مباشرة ،وبمجهودات الادارة العامة لتقنية المعلومات والاتصالات.
* 50% نسبة الضرر في قري*
بلغت نسبة الضرر في دائرة جمارك منطقة قري الحرة ٥٠ % في الشبكات والحاسوب وبعد التأهيل تمكن الفريق الفني من تشغيل (الأسيكودا العالمي) والبرامج الجمركية المحلقة وتم إتمام العمل بنجاح عبر الربط الشبكي وتشغيل الشبكات وتم الافتتاح مؤخرا واصبحت المحطة تؤدي كافة المهام الجمركية بكل سلاسة ويسر.
* %100 التلف في ضرائب البترول*
اما في الإدارة العامة لضرائب البترول بلغت نسبة التلف ١٠٠ % وقد تم تركيب الشبكة بكامل المبني وتأسيس شبكة اتصالات عالية الجودة وتم ربطها بمحطة قري الحرة لمباشرة الأعمال الجمركية.
* تأهيل حاويات قري *
*
وفي ذات النهج شهدت دائرة الحاويات قري والتي تضررت نسبة ٥٠ % وقد تم إعادة التأهيل في الشبكة الداخلية وربطها لاسلكيا بمنطقة قري الحرة وتعمل الآن بصورة ممتازة.
*شبكة جديدة بجمارك المطار*
تواصلت هذه المجهودات إلى جمارك مطار الخرطوم التي تضررت بالكامل حيث تم تأسيس شبكة جديدة لم تكن موجودة بكافة البرامج الجمركية وهي جاهزة للعمل بكامل ملحقاتها وتم تسليمها إلى إدارة جمارك مطار الخرطوم بصالة الحج والعمرة.
*ضرائب الإنتاج والمسودعات*
لم يقف إدارة الجمارك أعمال الصيانة وإعادة التشغيل على تلك المجهودات بل شملت البنية التحتية لضرائب الإنتاج والتي اكتمل العمل بها بنسبة ٩٠ % ويجري العمل حاليا، فقد تم إنجاز العمل بها بصورة مميزة وبذا تكتمل حلقة التأهيل الفني لتلك المحطات الجمركية بالخرطوم بمجهودات مقدرة من الطاقم الفني.
*إرادة الإعمار*
جرت عمليات الإصلاح بإشراف ميداني مباشر من القيادات الجمركية، بقيادة الفريق صلاح أحمد إبراهيم، والعميد منتصر حسين، والعميد ياسر عوض، حيث تم توفير جميع المعينات الفنية لإنجاح عملية إعادة البناء والتشغيل.
وقد أثبتت هذه الجهود أن معركة الإعمار لا تقل أهمية عن معركة التحرير، وأن الإرادة الوطنية قادرة على تحويل الخراب إلى إنجاز.
*خطوة محورية في الرقمنة*
أكد العميد شرطة ناصر محمود نائب مدير جمارك الخرطوم أن عودة نظام “الأسيكودا” للعمل تمثل خطوة محورية في مشروع إعادة إعمار المحطات الجمركية.
وأشار إلى أن الجمارك كانت من أوائل المؤسسات التي أدخلت الحكومة الإلكترونية، وأن الربط الشبكي مع بورتسودان عزز البنية التقنية، مما يسهم في إحكام الرقابة وتبسيط الإجراءات وانسياب حركة البضائع.