نوراني محمد عبدالرحمن..يكتب.. جرح الوطن النازف: الفاشر بين الصمود والخزلان

ظلت مدينة الفاشر ولازالت وستظل صامدة شامخه أمام الحصار السافر الذي تفرضه مليشيا الدعم السريع لأكثر من عامين ونيف بلا رحمة. واصبحت المدينة هدفا للتدوين العشوائي الذي طال المنازل والمواطنين والمرافق الخدمية بل حتى المستشفيات.
وبالرغم من فداحة الأوضاع الإنسانية واستخدام سلاح التجويع كوسيلة جبانه من المليشيا لتركيع سكان الفاشر أو افراغها من المدنيين وتهجيرهم قسرياً.. لكنها اماني واحلام غير قابله للتحقيق في ظل الصمود الاسطوري لآداب العاصي وانسانها.
وامام عجز وصمت المجتمع الدولي ومنظمات الأمم المتحده التى تكتفي بالبيانات الروتينية البارده، وتعجز عن إدانة المليشيا علي انتهاكها السافر والصريح للقانون الدولي والإنساني.
انطلقت مبادرة اللجنة الوطنية لفك حصار الفاشر، التى دعا لها حاكم إقليم دارفور السيد منى اركو مناوي، وهي صرخه لإيقاظ الضمير الانساني، ودعوه لكافة السودانين للمساهمة في دفع الجهود الانسانية والعسكرية لفك الحصار عن رمز السيادة الوطنيه، أيقونة وحدة السودان وترياقها، أمام دعوات الانقسام والتشظي التى تطلقها المليشيا وأعوانها…
اجدني متضامنا مع كل المبادرات والسبل حتى تعود الفاشر وتتجاوز محنتها..
رغم تقديرنا لتقديرات القيادة الأمنيه والعسكريه، الا ان هنالك شبه تراخي في المسار العسكري؟! فالإيقاع والوتيرة لا تتناسب والمعاناة التي تعيشها الفاشر وانسانها. السبيل الانجع والأهم هو فك الحصار عنها عنوة واقتدارا. تظل الفاشر جرح الوطن النازف علي بوابات التاريخ، ولكنها حتما لم ولن تبقي هكذا الي ما لا نهاية.
إن الفاشر اليوم ليست مجرد مدينة محاصرة، بل هي رمز لصمود السودان بأكمله، ومقياس لمدى إيماننا بالوطن وقيم التضامن. فصبر أهلها وصمودهم الأسطوري يجب ألا يُقابَل بالتراخي أو الصمت، بل بالقيام بواجب النصرة، بكل ما أوتينا من قوة ووعي وإرادة.
فرفع الحصار عن الفاشر هو فرض عين على كل سوداني حر، وواجب إنساني وأخلاقي لا يقبل التسويف ولا التأجيل.