سلطان دار مساليت يروي معلومات خطيرة في قضية مقتل الوالي السابق خميس أبكر.
السلطان : يكشف عن لقاء حميدتي بفولكر في الجنينة قبل الحرب بشهرين .

بورتسودان: رقية يونس
كشف سلطان دار المساليت سعد عبدالرحمن ، اليوم بوصفه شاهد محكمة معلومات خطيرة في قضية مقتل وتصفية والي جنوب دارفور خميس، باشبع صورة والتمثيل بجثته من قبل مليشيا الدعم السريع.
ويواجه الاتهام علي ذمة الدعوي الجنائية (16 ) متهم علي رأسهم قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، وشقيقيه قائد ثاني المليشيا عبدالرحيم دقلو ،والمسؤول الاقتصادي بالمليشيا القوني حمدان دقلو ، ونائب الوالي المجني عليه التجاني طاهر كرشوم ،بالاضافة الي قائد قوات الدعم السريع قطاع غرب دارفور اللواء عبدالرحمن جمعة مبارك الله، حيث يواجه المتهمين تهما تتفاوت بجرائم ابادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب وجرائم نهب لممتلكات المواطنين .

في وقت حددت فيه المحكمة جلسة في الثالث والعشرين من الشهر الجاري لايداع المرافعات الختامية لهيئي الاتهام عن الحق العام النيابة العامة والحق الخاص عن أولياء دم المجني عليه الوالي السابق.
فولكر وتخطيط حميدتي ..
وسرد شاهد المحكمة سلطان دار المساليت ، لقاضي محكمة مكافحة الإرهاب ببورتسودان المامون الخواض الشيخ العقاد، معلومات خطيرة في جلسة اليوم امتدت لساعتين و(20)دقيقة ، حيث أكد بأن الهجوم علي مدينة الجنينة ولاية غرب دارفور كان مخططا له مسبقا بواسطة الدعم السريع-لاسيما وانه تمت مهاجتمها بعد اندلاع الحرب في الخرطوم بايام قليلة ، فضلا عن انه وقبل هجوم التمرد علي الجنينة بشهرين قد سبق حضور قائد قوات الدعم السريع حميدتي اليها والمكوث فيها لما يقارب ال(57)يوما وانخراطه في اجتماعات مع اعيان القبائل العربية الرزيقات والمسيرية وغيرهم، بجانب اجتماعه بالجنينة مع المبعوث الأممي للسودان السابق فولكر بيرتس.
ونوه السلطان للمحكمة الي ان حميدتي وقتها عمد علي اقصاءه شخصيا عن تلك الاجتماعات باعتباره سلطان المساليت وان كل هذه القبائل تحت امرته وفق القانون والدستور بالولاية، لافتا الي ان حميدتي قابل ايضا اعيان من المساليت مناوئين له كسلطان وللوالي المجني عليه، مبينا بأنه ووقتها كان ظاهريا من خلال اجتماعات حميدتي باعيان المنطقة للحديث حول المصالحات ولاعلاء قيمة التعايش المجتمعي بين هذه القبائل ولكنه حدث العكس.
انقلاب وتخطيط.
وظل يروي سلطان دار المساليت للمحكمة بوصفه شاهد محكمة وافاد بأنه وخلال عيد الفطر المبارك في ابريل للعام 2023م اي بعد الانقلاب علي حكومة البلاد بأسبوع بأن الدعم السريع إحتلوا منزله بالكامل في امدرمان حي البستان واصبح مقرا لعلاج جراحهم ،مشيرا الي ان المليشيا حينها كانت تبحث عنه الا انها لم تعثر عليه أو اي من أفراد أسرته لخروجهم من المنزل ،لافتا الي انه وحينها كان بالجنينة وبمرور ايام ليست ببعيدة وردتهم معلومات بوصول ارتال من سيارات عسكرية للدعم السريع للهجوم علي مدينة الجنينة وحينها أجري اتصالات بحكومة الولاية واستدعي تكوين لجنة للتواصل بين قوتي الجيش والدعم السريع حينها لإيقاف اي هجوم الا انها لم تأتي بنتائج – بل اذداد الوضع توترا لان هدف المليشيا طرد المساليت من مناطقهم ومنازلهم لتصبح الجنينة منطقة استراتيجية لوصول الدعم اللوجستي للتمرد وبوابة لدخول المرتزقة اليها لتقسيم السودان وثم صمت قليلا ثم قال وقد اصبح كل ذلك الان بأن استولوا علي الجنينة وهجروا أهاليها قسريا.
كرشوم مستنفرين التمرد..
وواوصل السلطان أقوال شهادته للمحكمة وافاد بأنه ووقتها كان له تواصل مباشر ومستمر مع المجني عليه والي ولاية غرب دارفور السابق خميس أبكر ، ولجنة أمن الولاية لثني التمرد عن الهجوم علي الجنينة عبر قبيلة الرزيقات ولكن دون جدوي ،موضحا بأنه لم يقف عند ذلك بل تواصل مع نائب الوالي المتهم في هذه الدعوي التجاني كرشوم ،الذي كان ظاهريا يتجاوب معه والوالي المجني عليه- الا انه ولاحقا اكتشف بأنه كان مع المليشيا وانه كان يكذب عليهم ،فضلا عن انه أعد حوالى (16 )الف مستنفر للتعاون مع التمرد .
هجوم المرافق الخدمية..
وأوضح شاهد المحكمة بأنه وفي الوقت المحتوم شنت قوات الدعم السريع وقوات اخري مرتزقة بواسطة (120 ) من سيارات الدفع الرباعي هجوما عريضا علي الجنينة في أكثر من محور لها ، حيث تم تسريح كل قوات الشرطة وانفلت الأمن حينها لافتا الي ان المواطنين والقوات النظامية جميعها كانت تصد الهجوم وسقط اكثر من(15) الف شهيد حسب تقارير المنظمات،مشيرا الي ان التمرد قام بتدمير البنية التحتية والخدمات الصحية والمياه والمستشفيات والصيدليات والبنوك والأسواق والمصارف وغيرها .
معاملة سيئة للاطفال والنساء..
وأوضح شاهد المحكمة بأن الهجوم علي الجنينة إستمر ل (55) يوما وهي صامدة دون ماوي وعلاج وغذاء ،مما اضطرهم بفتح ممر لاجلاء النازحين حتي تمكن بعضهم الوصول لمعسكرات الايواء بدولة تشاد واخرين لقوا حتفهم من قبل المليشيا، وكشف السلطان للمحكمة بأن النساء والاطفال وجدوا معاملة قاسية من قبل المليشيا الذين كانوا يسيئون اليهم، فضلا عن اغتصاب العديد من النساء.
الوالي فضل البقاء..
في ذات الإطار أوضح شاهد المحكمة بأنه ظل في تواصل مع الوالي المجني عليه في فوران الأحداث والهجوم علي مدينة الجنينة واخبر ه بأن جميع المعلومات تشير الي ان التمرد بصدد استهداف شخصيهما بصورة مباشرة، وطلب منه أن يخرج الي تشاد_ الا أن الوالي رفض الأمر وفضل البقاء بالجنينة ، وبل طالبه بأن يذهب الي تشاد، موضحا بأنه وبعدها خرج من الجنينة متوجها الي تشاد التي علم فيها عقب وصوله اليها بأن قوات التمرد وقتها طلبت من الوالي الحضور اليهم واقامة مؤتمر صحفي الا انه رفض الأمر، وبعدها بايام ظهر المجني عليه الوالي خميس أبكر، علي مقطع فيديو يضع يديه علي راسه في وجود قوات الدعم السريع التي كان من بينهم المتهم قائد قطاع غرب دارفور اللواء عبدالرحمن جمعة، ومن ثم تمت تصفية الوالي والتمثيل بجثته.
قناصين الجبل..
ونبه السلطان بأن قوات الدعم السريع استهدفت جميع الأحياء بالجنينة التي بها قبائل المساليت وغيرها قتلا وسرقة وتهجير مواطنيها من حي الزهور والجمارك والتضامن وبحرالدين والبحيرة والمدارس والمجلس، لافتا الي ان التمرد فرض سيطرته علي المدينة الجنينة بعد هجومهم عليها عبر ارتال سيارات عسكرية وقواتها التي كان من بينهم قناصين منتشرين علي سفح الجبال المطل علي كل المدينة وسقط خلالها العديد من الأطفال والمواطنين قتلا علي الراس، مبينا بأن التمرد قتل ابن وابنة شقيقه رسميا بالرصاص علي راسيهما، فضلا عن قتلهم أفراد حراساته الخاصة والعديد من ذويه.
تدريب عال للتمرد..
وقال سلطان دار المساليت للمحكمة بات التمرد دمر الكثير من الثروات الزراعية والحيوانية للجنينة، بجانب قتلهم المواطنين وتركهم في العراء دون دفنهم، منبها الي ان هذه القوات كانت ذات تدريب عال تنتشر وسط المدينة وكان يصعب للمواطنين الباقيين الحركة نهارا وانما ليلا ،موضحا بأن هذه القوات المتمردة ذات تدريب مختلف حيث كانوا يتعاملون بايماءات محددة تتمثل في طى اصبع الابهام وابراز الأصابع الاربعة الآخرين ، علاواة علي ارتداءهم علي قدمهم اليسري قطعة بيضاء اللون ليتم التعرف عليه بأنه من ضمن التمرد .
التوجه لتشاد سيرا..
وأوضح سلطان دار المساليت للمحكمة وحين قرر مغادرة الجنينة توجه ليلا سيرا علي الأقدام الي الحدود التشادية ووصوله اليها بعد مسير يوم كامل لما يقارب (23)كيلو مترا ،لافتا الي انه وحينها كانت حكومة تشاد تعلم بوصوله وتم استقباله فيها ومن ثم اقلاعه بطائرة الي مقر اقامة الرئيس التشادي الذي طلب مقابلته ، لافتا الي انه ووقتها ايضا اجتمع بالعديد من إدارات المنظمات الاجنبية المختلفة بشأن النازحين من الجنينة وتواجدهم في معسكرات الايواء بتشاد.
تدمير تاريخ المساليت..
وكشف سلطان دار مساليت للمحكمة، أن المليشيا قامت بسرقة وحرق وتدمير كل تاريخ وكنوز سلطنة دار مساليت من قبل المليشيا من آثار ونحاس وبل استولوا علي كل مقتنياتهم الحديثة وصالون ابيه سلطان المساليت أيضا واصبح مكتب لقيادات الدعم السريع ولم يكتفوا بذلك بل أفادوا في تصريحات إعلامية لهم بأن دار المساليت قد انتهت واصبحت حاليا دار عرب .
هيئتي الاتهام عام خاص ..
الجدير بالذكر ان الاتهام عن الحق العام في القضية عن اللجنة الوطنية للتحقيق في جرائم وانتهاكات القانون الوطني والقانون الدولي الانساني مثله عدة قانونيين وكانوا حضورا بجلسة المحاكمة وهم رئيس نيابة عامة ماهر سعيد ، محمد هارون، والرائد حقوقي الصديق حسن الصديق ،الي جانب وكلاء النيابة علي رأسهم وكيل اعلي النيابة منير عمر بله ، وحنفي خليل، والأزرق محمد مدني ، حمدالنيل بخيت ، وايمن صلاح الدين،ومحمد أحمد التوم ،واحمد عبدالله).
إضافة الي تمثيل الاتهام عن الحق الخاص عن أولياء دم المجني عليه والي ولاية غرب دارفور السابق خميس أبكر، المجني عليه في الدعوي وهم (عبدالخالق ابراهيم مطر، خالد عبدالجليل، يحي عبدالله النور، خالد بلل جمال ،بجانب حضور المبلغ ووكيل أولياء الدم الصادق حسن ادم.