ما إن دنست أقدام مرتزقة ميليشيا الدعم السريع أرض الفاشر الطاهرة ،حتى تحولت المدينة إلى مقبرة جماعية دون كفن، ولا حنوط ،ولا صلاة جنازة، ولا حتى قبر .
الشوارع سكنها الخوف والوجع ،والبيوت تجول بينها الحزن وهو يهش بقايا الضحكات عن جدرانها، أصبحت فاشر السلطان مدينة سكانها شهداء، و رجالها أسرى ،و نساؤها معلّقات على الأشجار ،و أطفالها مبتورو الأطراف يزحفون على بطونهم في شوارع مُسفلتة بالدماء.
تحولت الأشجار إلى مقاصل تُتفّذ فيها الميليشيا حكم الإعدام شنقاً حتى الموت على الحوامل والمرضعات، وأكواخ القش أُحرقت بمن فيها من كبار السن والشيوخ الذين لا يقوون على الحركة ،و سماء الفاشر التحفت سحب البارود الملبدة بالدخان والدموع .
تحولت الفاشر إلى سباق رهانات وطاولة قمار بين ذئاب الميليشيا ، العقيد جنجويد ” أبو لولو ” وكلابه التي تتبح من حوله : من يقتل أكثر ، من يسحل أكثر ، من يبتكر أساليب تعذيب و تصفية أكثر قبحاً ودناءة ودموية . إنه سباق الدعم السريع الأشهر ،و بطولتهم المحببة: دوري المجازر.
يتباهى قائد هجوم ميليشيا الدعم السريع التشادية بأنه قتل 900 طفل وأمرأة ورجل من أهلنا في الفاشر ، ويتباهى بأنه قارب الوصول إلى الرقم ألف ،ويتحدى القتلة المأجورين معه من قارب رقمه .
هذه هي ميليشيا تأسيس، هذه هي ديمقراطيتهم وحكومتهم المدنية، و مباديء قتال الجيش ومحاربة دولة 56: الوصول إلى العدد الأكبر من جماجم الأبرياء ،والفوز بيانصيب إزهاق الأرواح .
هي مدرسة حميدتي القديمة المتجددة، وهو الرجل المرتبط تاريخياً بالإبادة العرقية ، لاجديد في سلوكه ولاغريب عن روحه ، هو ادب وثقافة وسلوك ونهج الميليشيا.
ثلاثية الدعم السريع عبر العصور: (قتل_حرق_إغتصاب) شعارهم القديم الحديث ،والذي تحفظه بوادي وفرقان وقرى دارفور عن ظهر قلب .
هي وصفة الميليشيا و تعليمات قائدهم: الإبادة والتطهير العرقي . فدارفور هي أرض الميعاد لعرب الشتات و منبوذي دول غرب إفريقيا ،ونسخة حفتر فرع السودان .
لن تكفيكم ياميليشيا تأسيس كل مساحيق التجميل ،ولا كل الأموال المبذولة ،و لا منصات التضليل ولا الأفواه المستأجرة، والصفحات القذرة و ذباب الأسافير في منحكم بصيص أمل في قدرتكم على حكم قوم أنتم والموت سياّن عندهم .
لقد هرب ماتبقى من أهالي الفاشر بحثاً عن الأمان في الأماكن التي يسيطر عليها الجيش ، هربوا بحثاً عن شمس لايشاركهم وهجها إلا الطيبون ، عن أرض لا تطأها أقدام السفاحين، عن عيون تغمض بالطمأنينة ، عن أمنيات بأحلام ليس،فيها كوابيس لباسكم وصراخكم وشعاركم .
خارج السور:
حيثما وجد الجيش ،وجد الأمان، والطمأنينة
وحيثما دخلت الميليشيا دخل الخوف والموت……انتهى الدرس.
#سهير_عبدالرحيم
#الفاشر
#السودان
#جيش_واحد_شعب_واحد
#الدعم־السريع־مليشا־ارهابية
