آخر الأخبار
المقالات

على أرصفة الميناء… غرق الأمل وسياسيات حكومة الأمل قبل البضاعة

على أرصفة الميناء… غرق الأمل وسياسيات حكومة الأمل قبل البضاعة

 

بقلم ✏️ عمر دمباي

 

في ميناء عثمان دقنة بمدينة سواكن، لم تكن الأمطار هذا العام رحمة على الجميع، بل حملت في جريانها حكايات الخسارة والخذلان.

تدفقت المياه فوق أرض الميناء، وغمرت بضائع مواطنين انتظروا أسابيع طويلة أن تُفرّج أزمتهم، فإذا بها تغرق أمام أعينهم، بلا حولٍ ولا نصير.

 

تلك السلع التي كانت أملًا لأسرٍ عديدة، تحوّلت إلى ركامٍ من البلل والتلف، لأن القرار جاء متأخرًا، والسياسات نُفّذت بلا تمهيد، فأُغلِق الميناء لأكثر من أسبوعين تحت وطأة خلافٍ إداري بين الورق والإلكترون.

 

وفي زوايا الميناء، يقف بعض تجار الطبالي بملابسهم المبتلة وقلوبهم المحترقة، يسألون الدولة:

كيف تعاقبنا بسياسات بأثرٍ رجعي؟

كيف نحاسب على التزامٍ لم نُمهَل وقتًا لتعلّمه؟

 

لقد كانت هذه الفئة الصغيرة هي التي أبقت الميناء حيًا في زمن الحرب والانكماش، واليوم تُدفع إلى الهامش باسم “التنظيم” و”التحديث”.

أليس من العدالة أن يُمنحوا الفرصة، وهم الذين حملوا على أكتافهم عبء السوق حين انهارت المصانع وتوقفت خطوط الإنتاج؟

 

إن الدولة، ما دامت تجبي الرسوم وتفرض الضرائب على نشاطهم، فهي مدينة لهم بإنصافٍ لا بمنعٍ، وبدعمٍ لا بإقصاء.

ففي زمنٍ تجف فيه الموارد، لا يجوز أن تُغرق الأمطار ما تبقّى من أحلامٍ على أرصفة سواكن.

 

لم يكن غرق البضائع على أرصفة ميناء عثمان دقنة غرق لأمل صغار التجار فحسب بل غرق لسياسيات حكومة الأمل قبل البضاعة.

زر الذهاب إلى الأعلى