عقار..الحرب صناعة رديئة للحكومة والوضع كالقنبلة الموقوتة تحتاج لابطالها .
د.فاطمة العاقب ..المؤتمر تقدم فيه حلول عملية ومناقشات علمية ومنهجية لمشكلة السودان.
بورتسودان : رقية يونس
اكد نائب رئيس مجلس السيادة الفريق مالك عقار إير، امس علي ان الحرب في البلاد هي صناعة الحكومة السودانية في مصانع رديئة الصنع والجودة وذلك بدافع الدفاع عن نفسها.
ووصف عقار، الوضع في البلاد بالقنبلة الموقوتة التي تحتاج الي أبطال انفجارها لتلافي أسباب النزاع بالارادة الجيدة والتشريعات وتطبيق القانون ومحاربة خطاب الجهوية والعنصرية وإدارة التعددية وبناء الدولة علي أسس جديدة والمواطنة دون تمييز.
توطين عرب الشتات..
وشدد عقار، علي ان حقيقة إندلاع الحرب في السودان هي نتيجة تقسيمات الاستعمار لحدوده دون مراعاة لاثنيته وثقافته ،الي جانب سياسة الحكومات التي تعاقبت عليه ، علاواة علي انه جاء نتيجة لاختلال السودان وتوطين عرب الشتات واحداث تغيير ديمغرافي بدعم خارجي من أجل موارده ، مشيرا الي انها حرب تديرها الامارات ودول اخري بالوكالة ارتكبت فيها جرائم ابادة جماعية وضد الإنسانية، منوها الي أن هذه الحرب استدعت تدخلات خارجية تحت ستار العملية الإنسانية.
كيف يحكم السودان..
وشدد عقار ، خلال المؤتمر الدولي الأول 2025م الذي يقيمه مركز دراسات وابحاث القرن الأفريقي بصالة الشمندورة- بعنوان الحرب في السودان وتاثيرها علي امن واستقرار منطقة القرن الافريقي، شدد علي ضرورة العمل جميعا لايجاد مشروع كيفية يحكم السودان ومن يحكمه ،علاواة على وضع برنامج لإدارة التعددية واعتماد سياسة خارجية علي اساس حسن الجوار وليست المصالح والاجندة ،ونوه الي ان الخارج دوما يوقف العنف دون تطرقه لمعالجة جذور المشكلة، مضيفا بان الحرب جاءت لانعدام الثقة بين الحكومة و المكونات السودانية المختلفة، وفقدان البوصلة والعدالة الاجتماعية، ونقض المعاهدات وجغرافية نظام قانون المناطق المقفولة.
ثقافة تهميش ..
وأشار نائب رئيس مجلس السيادة، خلال ورقة قدمها في المؤتمر الي ان الثقافة في السودان بنيت علي الاحادية ما جعل الحرب تاتي للتهميش الثقافي دون مراعاة للتعدد الاثني والعقائدي، كما تسلسل عقار ، في أسباب الحرب وافاد بأنها جاءت لعدم المشاركة العادلة في الموارد والسلطة مما أثر علي السودان أمنيا واقتصاديا واوقف التنمية وتسببت في اللجوء والنزوح، بالاضافة الي انتشار السلاح ووصفه بأنه مربط الفرس وبنزعه يساهم في إستقرار البلاد.
إبن غير شرعي للإنقاذ..
ونبه عقار ،الي ان الحرب الحالية في البلاد بين كامل الشعب السوداني والدعم السريع الذي وصفه(بالابن غير الشرعي لحكومة الإنقاذ ) والذي تبنتته الحكومة الديمقراطية في العام 2019م بعد سقوط الانقاذ مما ساهمت في هذه الحرب ، واستغرب عقار ، عدم ذهاب هذا الابن غير الشرعي مع ابيه ،وردد بقوله:(مفروض يمش مع الجماعة في زول بخوف الزول الصنعوا ).
تنازع قراصنة..
كما نبه نائب رئيس مجلس السيادة، الى ان هذه الحرب امتحان وجودي للشعب السوداني والقيادة للدفاع عن القرن الأفريقي والدولة السودانية والدول المجاورة،منوها الي أنها حرب نشبت لتكون ملاذا امن للتطرف ومتنازع بين القراصنة وهي كارثة للمحيط الأفريقي وأكثر تاثيرا لدول شرق افريقيا.
تسويق أجندة هامش..
ولفت نائب رئيس مجلس السيادة الفريق مالك عقار إير، خلال المؤتمر الي ان الحرب ذات أجندة متعددة يشوبها عوامل التسويق لاشخاص محددين بما يتعلق بالهامش ودولة( 56 ) ،فضلا عن انها تسويق لاجندة الغرب والتحول الديمقراطي ،علاواة علي ترسيخ مفهوم الاسلام السياسي لدول الخليج،الي جانب تتبع إدارة المعارك وانشاء فرق التمرد.
مواضيع معقدة..
في ذات السياق وصف عقار، المؤتمر بالفاعلية العظيمة لتناولها مواضيع معقدة في القرن الأفريقي، منوها الي أنه ينتظر الكثير من المؤتمر والخروج بتوصيات لحل اشكاليات السودان البيئية والاقتصادية وليس القرن الأفريقي فقط.
لافتا الي ان البلاد وبعد الاستقلال اصبحت سوق للنزاعات لسوء إدارة الدولة والسكوت عن ممارسة الجندي في الميدان وطريقة التعامل مع التمرد مانتج عنه استمرار القتال واستباحة الموارد وتحمل الدولة كل هذه الممارسات الفردية.
الحل الاكاديمي..
ووضع عقار ،حلولا لخروج البلاد من الأزمة بالنهوض بالاكاديميات فقط وليس بالعلامة العسكرية في الكتف او(لولوة السياسيين مابتودي البلد قدام )، مشيرا الي انه لاتوجد ملائكة في الحرب كلنا شياطين بحدقوله وردد قائلا : كل يري شيطانه احسن من الشيطان الاخر .
الاغتيال بدعة الانقاذ..
وشدد عقار ، علي ان ثقافة الاغتيال للشخصيات في الدولة هي بدعة حكومة الإنقاذ لايستطيع احد انكارها لانها موثقة ولم تكن موجودة في الحكومات السابقة.
جلابية وارهاب ..
وقطع عقار، الطريق بوجود ارهاب في السودان واعتبره حديث سياسي ، وردد بقوله 🙁 ان البلاد يصعب عليها استيراد الاسلحة فكيف ياجماعة تكون دولة ارهاب).
كما اوصد الباب ايضا ،حول الحديث باستمرارية حكم الاسلاميين للبلاد حتي الان بعد سقوطهم في العام 2019 ووصفها بأنها مجرد جلابية.
ورهن عقار ، إصلاح السودان بالخروج من سجن انفسنا والتخلي عن الخجل من الماضي – لاسيما في وجود(46)اتفاقية منذ العام 1972م عقب خوضها حتي الان (73)معركة .
قضايا انسانية سياسية..
من جهتها اشارت الأمين العام لمركز دراسات وابحاث القرن الأفريقي د.فاطمة العاقب، في الكلمة الافتتاحية للمؤتمر ، إلى أهمية المؤتمر في تناول القضايا الإنسانية والسياسية والاقتصادية والثقافية المتعلقة بالحرب وتأثيراتها،وتؤكد على أهمية العمل المشترك والتحليل الموضوعي للقضايا من أجل بناء مسارات مستدامة للسلام والتنمية والأمن في المنطقة والأعمار لما بعد الحرب .
واشارت إلى أن المؤتمر يشمل عدة محاور مهمة مثل الصراعات القديمة، الأمن القومي الإقليمي، البعد الإنساني والثقافي، دور المجتمع المدني والقطاع الأكاديمي، ودور السودان ودول الجوار في حل الأزمة،بجانب تقديم حلول عملية ومناقشات علمية ومنهجية لمشكلة السودان.
وشكرت د.العاقب ، الجهود المبذولة وتتمنى نجاح الجلسات والمداولات والوصول لمخرجات واقعية تخدم مصلحة الإنسان والسلام.
الجدير بالذكر ان فعاليات المؤتمر ستستمر لثلاث ايام متتالية مشارك فيه الكثير من المهتمين بشأن السلام وأسباب النزاع واساتذة الجامعات بالولايات المختلفة تقدم خلاله مايقارب (100)ورقة علمية لمناقشة أسباب الحرب في السودان وتقديم حلولا حولها بصورة منهجية.
