قال نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي مالك عقار، امس ، ان الفساد (مشموم) الأنف في البلاد بكافة مؤسساته دون استثناء فيها للتدخل السياسي.
مطالبا بضرورة ضبط ومراجعة المخالفات بالوزارات والجهاز التنفيذي بالدولة اولا قبل ضبط الاشخاص،لاسيما وان الخراب لم يبدأ بالاشخاص وإنما بفساد المؤسسات لعدم وجود دستورية في عملها وهي كثيرة بحد قوله.
البعاتي والبلبصة والتمكين ..
واكد عقار ، مساء اليوم ( الاربعاء ) في الجلسة الختامية لمؤتمر الخدمة المدنية بامانة حكومة ولاية البحر الاحمر ببورتسودان، الي انه لايوجه حديثه حول الفساد لاشخاص محددين بعينهم، واردف بقوله(في ناس كلامي ده بزعلوا منو لكن لو ختوا راسهم للنوم بعرفوه) ،لاسيما وان النفس إمارة بالسوء وانه لايستثني منه كجهة بالدولة أيضا وردد يمكن ان يكون بقوله ، وأماط عقار اللثام في ذات الاتجاه عن وجود موظفين وصفهم ب(البعاتي) مازالت اسماءهم ترد في كشوفات المرتبات بمؤسسات الدولة وانهم قد شبعوا موتا في قبورهم، مطالبا بضرورة الرقابة علي الخدمة المدنية بتطبيق القوانين فيها وتطبيق مبدأ(من أين لك هذا المال )ومعاقبة الموظف ، وقلل عقار ، من مسألة عدم متابعة الموظفين المخالفين في الوقت الراهن بحجة نحن في حالة حرب ،لافتا الي انها مجرد (ذريعة وبلبصة) بحد قوله، واوضح عقار بأن محاربة الفساد يأتي بزيادة في أجور العاملين وفي مقدمتهم المعلمين ،وهاجم بقوله(كيف تكون ست الشاي افضل من العامل بالدولة )، مطالبا بضرورة ضبط ومراجعة المخالفات بالوزارات والجهاز التنفيذي بالدولة اولا قبل ضبط الاشخاص، مشيرا الي ان ذلك لايطبق بالمزاج او الغضب كما حدث في تجربة إزالة التمكين في العام ٢٠١٩م والتي استهدفت اشخاصا باسمائهم ، منوها الي انه لايمكن تصحيح الخطأ الخاطئ وإنما تصحيح الخطأ الصحيح بحد تعبيره، وردد بقوله(اذا اردت تقليم اظافرك باداة حادة عليك تقليمهادون جرح اظافرك ) بحسب قوله، موجها في ذات الوقت بضرورة عودة الخدمة المدنية بالبلاد لسيرتها وهيبتها الاولي.
تراجع وتوظيف وتدريب..
وقال عقار بان الخدمة المدنية قد تراجعت في للبلاد واصبحت خدمة مدنية مابين الاحسن والأفضل والسئ والاسوا بحد تعبيره ،لاسيما واننا كسودانيين ابتدعنا الخدمة المدنية منذ(١٣) الف عام قبل الميلاد، فيما عاب في ذات الإطار خلال المؤتمر اقدام كافة الخريجين نحو التقدم للوظائف العامة دون ان يكونوا عاملين في ظل وجود بدائل للعمل، موضحا بأن البلاد ليست في طريقها الصحيح بل تحتاج الي إعادة هيكلتها وبناءها وترقيتها .
قوانين وتطور رقمي ..
ووجه نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي مالك عقار ، خلال المؤتمر مجلس الوزراء لتكوين لجنة لدراسة الخدمة المدنية وتحديثها وفق القوانين واللوائح،مشددا
علي ضرورة تطوير قوانين وتشريعات الخدمة المدنية وتطبيقها لمواكبة التطور الرقمي، فضلا عن مطالبته وزارة المالية برفع سقف أجور العاملين وفق متطلبات الحياة العامة لكي يقدم الموظف كل مجهوداته في العمل والابداع فيه، موضحا بأنه لاينادي بالديكتاتورية لممارسة السلطة لإيجاد الديمقراطية شبيهة بماشنستر او واشنطن، بل العمل من اجل ايجاد العدالة الاجتماعية للمواطن السوداني وفق حكومة ديمقراطية ،في وقت استنكر فيه عقار متسائلا كيف يراد جلب حكومة ديمقراطية في ظل كسر الشارع والسيارات، كما ابدي عقار اندهاشه أيضا خلال المؤتمر الذي تحدث فيه عمايقارب الساعة عن كيفية توجيه وطرح التساؤلات عن ضرب موعد قيام حكومة مدنية في ظل ان معظم المسئولين والوزراء بالبلاد بالفعل هم مدنيين الا انهم ولظروف الحرب الحالية ارتدوا الكاكي بحد تعبيره، وردد قائلا: كيف لانوجد حكومة طيب البلد دي ماشة كيف والشغال هسي ده شنو حيكومة )ما جعل الحضور ينفجر ضاحكا،
التنقلات والمشير نميري..
وطالب عقار بضرورة ، تطبيق عملية نقل الموظفين من المركز الي الولايات والعكس وذلك لمعرفة تسيير العمل فيها، رافضا بشدة انتهاج ممارسة تواجد موظف اومسئول معني بالدولة في وزارة واحدة ل (١٠) سنوات دون نقله مما يجعله مقيما فيهاوينتج عنه اشياءكثيرة بقوله، مسترجعا بقوله بانه وفي العهد السابق كانوا يديرون موجة بث الاذاعة ويستمعون لقرارت بنقل المسئولين بالولايات المختلفة حتي وان كان نجل الرئيس الراحل المشير جعفر محمد نميري بحد تعبيره عكس ما يحدث حاليا.
ال(١٠٦) والمدفع القوي..
كما كشف عقار ، عن الاتجاه لتدريب (١٠٠) الف شرطي بطرق حديثة بعقيدة وفهم جديد وفق مؤهل اكاديمي اقلاه شهادة ثانوية واعلاهم لرفدهم في دولاب الخدمة بالبلاد عند العودة للخرطوم ، في وقت استلم فيه عقار ، (١٠٦) توصية قدمها العديد من المشاركين والخبراء بمؤتمر الخدمة المدنية وصفها ب(المدفع) القوي لتطويرها.
تكريم حقب مميزة..
في ذات السياق امتدح وزير العمل والإصلاح الإداري احمد علي عبد الرحمن، في كلمته خلال المؤتمر دور المشاركين والمتداخلين وولاة الولايات واللجان التحضيرية للمؤتمر ووزارة المالية .
وفي الختام تم تكريم العديد من رموز الخدمة المدنية خلال الفترات السابقة بالبلاد.
