
بروفيسور كامل إدريس هو مرشح الجيش لقيادة الحكومة الانتقالية منذ العام 2019، ونظراً لتطورات وضغوطات عديدة تم ارجأ تلك الخطوة. وهو داعم للمؤسسة العسكرية وعلى توافق تام معها في معظم الملفات الداخلية والخارجية، ويحظى بقبول إقليمي ووزن دولي، وملم بتعقيدات الأزمة السياسية من خلال الترشح للانتخابات لأكثر من دورة، وتلمس مشاكل الناس الاقتصادية والاجتماعية، ما يعني أنه ليس بعيداً.
والأهم من ذلك أن كامل إدريس رجل إطفاء حرائق، وسبق له أن جمع الإمام الراحل الصادق المهدي والدكتور حسن عبد الله الترابي في سويسرا عام 1999 تقريبًا. وقد خدم بلاده والعالم بعطاء غير مجذوذ، من خلال تقلده رئاسة أكبر منظمة عالمية للمكية الفكرية، مرورًا بإدارة الويبو والاتحاد الدولي لحماية الأصناف النباتية الجديدة، وحاليًا رئيس محكمة التحكيم والوساطة الدولية.
وحاز على نحو عشرين شهادة دكتوراة فخرية من جامعات عالمية، حتى لا يأتي جاهل ويزعم أنه زور في شهادة ميلاده للاستمرار في رئاسة المنظمة. لأن الحقيقة التي تعامت عنها بعض الدول لإبعاده هي أن كامل إدريس أجرى بمبادرة منه تصويب لتاريخ ميلاده في السجلات الرسمية لضمان ألا يحصل على أية فوائد من خطأ عند مغادرته للمنظمة في 2009.
وقد رفض جنسية أي بلد آخر عُرضت عليه، وتمسك بجنسيته السودانية، فضلاً على أنه يتحدث أربعة لغات بطلاقة. وله تجربة سياسية في خوض غمار الترشح لرئاسة البلاد في العام 2010. وقد دعم الثورة بماله وأفكاره وتعرض للاعتقال من قبل الأجهزة الأمنية أكثر من مرة، لمناهضته الظلم والاستبداد.
ولديه سفر قيم تحت عنوان “السودان تقويم المسار وحلم المستقبل” يعرض فيه البرنامج العملي والتركيزي لنهضة البلاد، وبالتالي لا يمكن الحكم عليه قبل أن يتسنم هذا الموقع الذي أعيا الطبيب المداويا، ويصعب أن يحصل فيه توافق كامل على أي مرشح كان، المهم أن لا تظل هذه البلاد دون حكومة، وفي حالة فراغ دستوري، والمعيار في النهاية لنجاح أي شخص هو البرنامج الذي يحتكم إليه، بصلاحيات كاملة، والتشكيلة الوزارية التي سوف تنفذ معه ذلك البرنامج.