بكرى المدنى يكتب: التقارب مع إثيوبيا -لعبة المخابرات

*أعتقد أن أهم حدث الفترة القريبة الماضية كان هو زيارة رئيس المخابرات الإثيوبية الى بورتسودان*
*الحدث لم يحظ بالتغطية الإعلامية الكافية ولم يطلع أحد على تفاصيله لطبيعة مؤسسات المخابرات وأعمالها لكن ظاهره حدث كبير وكذلك جوهره بالطبع!*
*صحيح – هناك صدمة غالبة بين السودانيين نتيجة المواقف الرسمية لأديس خلال حرب السودان الجارية وكذلك من مشاركة مرتزقة منها الى جانب مليشيا الدعم السريع وهي مواقف مفسرة -وليست مبررة – بموقف نظام أديس من حكومة البرهان التى قامت بتحرير الفشقة من الاحتلال الأثيوبي الطويل ومفسرة بالمصالح التى جمعت بين قيادة مليشيا الدعم السريع وجناحها السياسي ونظام أديس تحت مظلة الإمارات ومفسرة ثالثا بطلب الارتزاق للعصابات الإثيوبية المنظمة ولكن –*
*ولكن استيرايجيا -في تقديري- اثيوبيا من الدول التى يمكن التعويل عليها في المنطقة فهي بلا أجندة مركبة أو معقدة تجاه السودان والخلافات معها يمكن طيها بإتفاق المصالح كذلك فهي دولة غير مثقلة بالأجندة الإقليمية والدولية و تاريخ من العلاقات بين السودان وإثيوبيا يمكن أن يخدم قضية البلدين وقضية السودان أكثر في الحرب الجارية*
*أن زيارة رئيس المخابرات الإثيوبية لا شك نجاح كبير واختراق مهم للمخابرات السودانية وكانت أول خدمة ثمار التقارب مع إثيوبيا تبدل موقف الأخيرة من قوى (قحت) و(صمود)وغيرها من لافتات العمالة*
*في السياسة توجد مصالح دائمة ومن المصلحة اليوم خدمة التقارب السودانى الاثيوبي لقطع الطريق على مليشيا الدعم السريع وجناحها السياسي نحو أديس وللإستقواء بأثيوبيا على المليشيا وداعميها الدوليين والإقليميين سياسيا واستيراتيجيا -ظاهرا وباطنا*