آخر الأخبار
الاخبار

سلك يبعث برسالة إلى الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان

رصد_سودان بوست

 

سيدي الفريق أول عبد الفتاح البرهان، القائد العام للقوات المسلحة السودانية

لقد استمعت اليوم إلى رسالتك التي وجهتها إلي عبر الوسائط الإعلامية، حيث أيّدتَ دعوة أحد قادة الكتائب المقاتلة بأن أعود لحمل السلاح، مقاتلًا في هذه الحرب الطاحنة التي أحرقت الأخضر واليابس في بلادنا.

أشكرك أولاً على هذه الدعوة، وأعتذر عنها، لكني لا أخفي عليك استغرابي الشديد منها. فقد عرفتني طوال السنوات الماضية داعياً للسلم، لا للعنف والاقتتال. لم أكن يوماً من دعاة الحرب أو الدمار، بل كانت رسالتي منذ لقائنا الأول هي الدعوة إلى السلام. لذا، كانت مواقفي دائماً معارضة للعنف والانقلابات والحروب. هذا هو الموقف الذي لن أحيد عنه، لذا تأكد أنك لن تجدني حاملاً لأي بندقية، بل ستجدني ثابتاً في مقاومة كل المشاريع الشمولية التي تستند إلى العنف. أدعوكم، وكل حملة السلاح، إلى تحكيم صوت العقل وإيقاف نزيف البلاد اليوم قبل الغد.

لقد أحزنتني أيضًا دعوتكم هذه، لأنها جاءت بالتزامن مع تقرير مؤلم أصدرته الأمم المتحدة، صنّفت فيه مأساة السودان كأكبر كارثة نزوح وجوع في العالم. أشار التقرير إلى أن 30 مليون سوداني بحاجة ماسة للمساعدة، ودقّ ناقوس الخطر مطالبًا العالم بالتبرع لإرسال الغذاء والدواء لأهل السودان. يا سيادة الفريق أول، هذه الحرب حوّلت أهل السودان إلى مشرّدين ولاجئين يستجدون العطف والمساعدات الإنسانية من العالم. أما آن الأوان لإنهاء معاناة الناس؟ ألا يستحق السودان وقف هذه الحرب التي لا جدوى منها؟

ختاماً، وكما اعتذرت عن دعوتك لي لحمل السلاح، أؤكد لك أنني جاهز متى ما كانت الدعوة موجهة للمساهمة في إحلال السلام وتضميد جراح هذا النزاع وبناء البلاد بدلاً من هدمها، ورتق نسيجها الاجتماعي بدلاً من تمزيقه. هذا هو الهمُّ الأوحد للقوى المدنية الديمقراطية التي أنتمي إليها. سنظل متمسكين بمبادئ السلام والبناء حتى يجد السودان مخرجاً من هذا النفق المظلم، عاجلاً لا آجلاً.

تحياتي،
خالد عمر يوسف

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى