مسئول باقليم دارفور يكشف عن جهات تدعم المليشيا بالسلاح وتمويل لوجستي

دشنت رابطة صحفيين واعلاميي كردفان ودارفور امس ، بقاعة برج الضمان وسط العاصمة الإدارية بورتسودان، حملة تضامنية مع المدن المحاصرة بواسطة المليشيا تحت شعار (أنين حواضرنا هو صوتنا)،
تحدث خلال التدشين للحملة أصحاب الهم بالمناطق المحاصرة وانين حروفهم كشعار الحملة يتفجر ايلاما لوضع الأهالي بتلك المناطق وتواجدهم في ظروف قاسية فرضتها المليشيا جبرا..
كما تخلل ايضا بالتدشين لقطات لصور ومقاطع فيديو عرضت علي شاشة يملاها الوجع تقطع اوصال القلب مؤثرة لاهالي مواطني ولايتي جنوب كردفان ودارفور  وهم يلتفحون شمس الهجير  في حالة نزوح قسري  دون ماوي او غذاء او كساء او دواء ، وتضرب عواصف الأمطار اجسادهم دون غطاء لحمايتهم.. الأهالي بالفيديو كان مطلبهم واحدا  بتوفير ابسط مقومات الحياة وهي حقوقهم الإنسانية بعد أن فقدوا كل شئ نتيجة  ما تقوم به المليشيا من حصار وانتهاك ضدهم..
مخطط خبيث وامداد..
في ذات الاتجاه أزاح وزير الصحة بحكومة إقليم دارفور بابكر حمدين، الستار كاشفا عن دعم  جهات لم يسمها باسمها المليشيا عبارة عن إمداد خط السلاح وتمويل لوجستي وصفه بغير العادي، وشدد علي ان مايجري في البلاد هو مخطط خبيث .
تدمير مؤسسات الإنتاج..
وقال حمدين ، بأن الوضع بالمناطق المحاصرة والخاضعة للمليشيا يتطلب تدشين حملات مستمرة  للتضامن مع الأهالي ، مبينا بأن مايحدث في إقليم دارفور اسوء بكثير وذلك لضرب المليشيا عنوة المؤسسات  والمراكز الصحية وبالتالي اخراجها عن الخدمة ، وتدمير مؤسسات الإنتاج وخلق فوضي غير مسبوقة بحد تعبيره ، فضلا عن استهدافها مواقع المياه ومصادرها مما ادي الي عطش الاهالي، وقصف وقتل المواطنين مباشرة ، والقيام بعمليات اختطاف لاسباب جهوية وعرقية ، إضافة الي استهدافها فئة الشباب بترويجها  للمخدرات علنية وبيعها، الي جانب حرمان الشباب من التعليم بغرض استخدامهم في القتال ،مشددا علي ان حصار المناطق بواسطة المليشيا التي تسيطر عليها  هو عبارة  عن مخطط الغرض منه تجويع المواطنين .
وطالب القوي العاملة بابراز حقيقة الصراع في السودان بذات الهمة والعزيمة في بداية الحرب لدحر المليشيا المشئومة،وطالب المليشيا بصحيان الضمير وان يكفوا عن ممارساتهم غير الاخلاقية .
موقف شعوب العالم ..
رئيس رابطة صحفيين واعلاميي كردفان ودارفور علي منصور ، ابتدر الحديث بقوله : أن هذه المبادرة لا تتبع لكيان او تنظيم سياسي_ وانما هي مبادرة شعبية نابعة من المجتمع السوداني لتخاطب مجتمعات وشعوب العالم أجمع بلهجاتهم المختلفة وليست حكوماتها، مشيرا الي انه سيطرح علي شعوب العالم تساؤلا يستفسرهم فيه عن مدي رضاءهم بمايحدث من انتهاك واساءة في السودان من قبل المليشيا ، واستنكر صمت هذه الشعوب بالعالم في ظل تواطؤ ومشاركة بعض دولهم بالعدوان في البلاد وإلقاء عليهم بصوت اللوم لتصرفات حكوماتهم بحد تعبيره ، وردد منصور قائلا :(لانريد مخاطبة حكومات العالم بل شعوبها ونقول لهم نحن كسودانيين لا ننسي ..نريد موقفا واضحا منكم اليوم كما يحدث ببقية البلدان).
مناشدة ضمير المنظمات..
رئيس مبادرة نساء السودان عاليا حسن ابوهم، وصفت المبادرة بالأمر الجلل في ظل الحصار والوضع الكارثي الذي تعاني منه المناطق المحاصرة بولايتي جنوب كردفان ودارفور لأكثر من عامين  قبل المليشيا ،وتاسفت لتدهور أوضاع المعيشة بهذه المناطق  وانقطاع الكساء والغذاء والماوي، وعابت علي منظمات المجتمع الدولي صمتهم حيال الكارثة وتوقفهم عن ايصال المساعدات الانسانية للمناطق المحاصرة،في وقت ناشدتهم  فيه ابونا ضمير هذه المنظمات _لاسيما وانها تنادي بالحقوق والعدالة ومناصرة القضايا ،علاواة علي سكوتهم من عدم تجريم المليشيا او قيام مؤتمرات بذلك.
ولادة الحبل وفوطة الشجر ..
واضافت عاليا ،بأن المناطق المحاصرة بكردفان ودارفور جسدوا أشرس معاني البقاء في ظل انعدام الدواء والغذاء واكل لحاء الأشجار والعودة لولادة النساء بالحبل واستخدامهن اوراق الشجر كفوطة صحية ،وظلت تردد خلال فعاليات المبادرة اي جريمة ارتكبناها لاستمرار الوضع المأساوي حتي الان، مطالبة بتضافر  الجهود لمذيد من المبادرات في مناطق الشدة ، فضلا عن الوقوف جميعا بكل مكوناتنا المحلية وبصورة حقيقية في المعركة الثانية حتى تنظيف كل شبر بالبلاد من المليشيا أسوة بالمعركة الأولى التي حررت وحدد فيها حجم الانتهاكات .
انتهاك القانون الدولي..
د. علي مؤمن موسي المحامي والناشط الحقوقي،  افاد بأن ممارسات وانتهاكات المليشيا بالمناطق المحاصرة يخالف القانون الدولي التي عنيت بعض نصوصها بحماية المدنيين وكبار السن والأطفال والنساء  والمصابين العسكريين في مناطق النزاع ،فضلا عن اتباع قواعد محددة للاشتباك العسكري بعيدا عن المدنيين، موضحا بأن طريقة حصار المليشيا لهذه المناطق هو تكتيك عسكري لمنح الطرف الآخر وصول الخدمات اللوجستية اليه .
لن تحكموا الشعب السوداني..
فيما طالب الناشط الحقوقي موسي،  المليشيا وقوات عبدالعزيز الحلو، بفك حصار المناطق المحاصرة لانه لايجعلهم يستسلمون لهم بل يذيدهم قوة، وأرسل رسائل شديدة اللهجة للمليشيا وقوات الحلو وردد لهم بأنهم لن يستطيعوا آن يحكموا الشعب السوداني ،مطالبا المجتمع الدولي إدانة مايحدث بالبلاد، كما دعا كل الشعب السوداني تقديم الغالي والنفيس لنيل الحرية وأن يبقوا(10) على تراب البلاد.
تأمر علي بلادنا…
فى ذات المنوال حيا رئيس المجلس الأعلي للادارة الأهلية باقليم دارفور السلطان صلاح الدين رجال ، جميع التنسقيات وشوري القبائل التي بادرت واتت لبورتسودان للوقوف مع القوات المسلحة ضد مليشيا الدعم السريع.
وتأسف علي حجم الدمار بولاية الخرطوم واستنكر  ان يبدر  مثل هذا التصرف من شخص سوداني وبل ينادي بالحكم في البلاد، كما هاجم منظمات المجتمع الدولي وصمتها علي ما يحدث في البلاد_ مما يعني بوضوح تامرها على بلادنا _وبالتالي سيذيدنا صمودا، مضيفا بأن كل من تأمر علينا سيجد حظه من العقاب وعذاب الله ، مشددا علي اننا لن نركع او نسجد لغير الله،داعيا لتضافر الجهود لبناء وطن دون الاعتماد علي الغير، مؤكدا تقديم كافة الإمكانيات والقدرات لاسناد جميع الأهالي بالمناطق المحاصرة.
حرب المنسية بالداخل..
ورقة علمية بعنوان تدعيات الصراع وتحديات المساعدات الإنسانية بولاية جنوب كردفان قدمها البروفسور سرالختم عبدالرحيم توتو، كشف فيها عن  امتداد الحرب بولاية جنوب كردفان ل(36) عام متواصلة حتي وقتنا الراهن، وقال ان هذه الولاية عاشت الحقيقة المرة  بحربها التي اسماها المنسية بالداخل دمرت اقتصادها وانتجت فاقدا تربوي وزهقت فيها الارواح وولدت معاناة وتخلف تنموي ودمار ثقافي وتفكك اسري، فضلا عن تدهور خدمات التعليم والصحة ودمار الممتلكات وتداعيات النزوح واللجوء القسري .
فيما عاب البروفسور توتو ،صمت العالم الخارجي والدفع بالمجتمع للنزوح القسري، مشيرا الي انه وفي حال استمرت الحرب بجنوب كردفان سينعدم الأمن الغذائي وتعلن حالة الطوارئ وستضربها المجاعة.
كباية سكر وفنجان ملح…
وأفصح توتو، عن الوضع المأساوي لأهالي المنطقة مقابل الارتفاع الجنوني في أسعار المواد الغذائية بكادقلي حيث بلغ سعر كيلو الأرز  (24) الف، وكيلو العدس (20)الف ،ورطل الزيت (8)الف جنيه ،وكباية سكر (2000) جنيها، وملوة الذرة(12)الف ،والطحين ب(4)الف ،وفنجان ملح الطعام (2000)جنيها ،مشيرا الي ان الملح غير متوفر بمدينة كادوقلي.