فولكر بيرتس: الجيش يقترب من الشرعية الدولية والدعم السريع مجرد مليشيا عائلية

في تصريحات مثيرة للجدل، قال رئيس بعثة الأمم المتحدة في السودان “يونيتامس”، فولكر بيرتس، إن تشكيل حكومة تحت وصاية قوات الدعم السريع يعني عمليًا أنها ستكون تابعة لها، “أياً كان الاسم الذي تُطلقه على نفسها”، مشيرًا إلى أن استعادة الجيش للخرطوم أحدث تحولًا في الخطاب الدولي، حيث بات يُنظر إليه كـ”الحكومة الشرعية”، في مقابل توصيف الدعم السريع كـ”جماعة متمردة”.

وأضاف بيرتس أن الفريق أول عبد الفتاح البرهان قد يرى أن “تقليل الخسائر وقبول تسوية مشروطة يبدو خيارًا عقلانيًا”، خاصة في ظل غياب فرصة لتحقيق نصر شامل، معتبرًا أن وقف إطلاق النار بات أقرب منالًا بعد طرد قوات الدعم السريع من العاصمة.

وصف بيرتس قوات الدعم السريع بأنها “مليشيا عائلية” ترتكز على نفوذ عائلة حميدتي، وتفتقر إلى البنية المؤسسية، مشيرًا إلى أن الجماعات المسلحة ذات الخلفيات القبلية المساندة لها، باستثناء الرزيقات، لها أهدافها الخاصة، ومن غير المرجح أن تبقى تحت قيادة حميدتي طويلًا.

ورأى بيرتس أن التحالف بين عبد العزيز الحلو وحميدتي مؤقت بطبيعته، يجمعهما عدو مشترك دون رؤية موحدة للحكم، متوقعًا انهياره قريبًا. كما أشار إلى أن الكفة الروسية مالت لصالح الجيش السوداني، خاصة بعد سيطرته على سواحل البحر الأحمر، معتبرًا أن ليبيا تبدو خيارًا أكثر واقعية لاستضافة قاعدة بحرية روسية مقارنة ببورتسودان.

انتقد بيرتس أداء قوات الدعم السريع في المناطق التي سيطرت عليها، مؤكدًا أنها لم تقدم نموذجًا للحكم أو تسعى لكسب ثقة المجتمعات المحلية، بل ارتكبت انتهاكات واسعة شملت النهب والاغتصاب والقتل.