آخر الأخبار
المقالات

هذا مقالي ..عبدالعال مكين ..يكتب ..شرعية المؤتمر الشعبي.

يستمد حزب المؤتمر الشعبي شرعيته الشعبية من جماهيره المنتشرة، ومن نشاطه السياسي الذي يمارسه في إطار قانوني وتنظيمي واضح وشفاف، لم تكن هذه الشرعية وليدة الصدفة أو محض افتراء، بل هي جزء من أساس التكوين الحزبي الذي يغلب عليه الطابع الإسلامي، ويستمد قوته من كيانات ومكونات اجتماعية مختلفة.

تأسس الحزب عام 2000 بعد انشقاقه عن حزب المؤتمر الوطني، وهو مسجل قانونياً ويعد من القوى السياسية الفاعلة في السودان، ويستند هيكله التنظيمي إلى المؤتمر العام ومجلس الشورى باعتبارهما أعلى مؤسساته الحزبية، ويؤكد بذلك على أهمية الشرعية الشعبية والسياسية إلى جانب الشرعية القانونية والدستورية.

يعتبر المؤتمر الشعبي من الأحزاب الكبيرة والمؤثرة في الساحة السياسية، واشتهر بمواقفه الصلبة تجاه نظام الإنقاذ، وتحمل تبعات معارضته لها اعتقالات وسجون، حيث رفض استخدام العنف ضد المتظاهرين واعترض على المسودات الدستورية التي لم تعبّر عن التوافق الوطني، هذه المواقف تعكس خطاً سياسياً واضحاً وتضع الحزب أمام مسؤولية الاستعداد الدائم للتعبئة والتأثير على نطاق واسع.

يمتاز الحزب بحركة سياسية نشطة تجعله بارعاً في فنون الحوار والتكتيك السياسي، كما يملك أدبيات حزبية واضحة قلما نجدها في بعض الأحزاب الأخرى التي تعاني من ضعف الديمقراطية الداخلية أو افتقارها للشرعية الشعبية والتنظيمية،
لا يختلف اثنان على شرعية المؤتمر الشعبي، لكنه يختلف في كيفية تعاطيه مع القضايا المصيرية مثل الوحدة والسلام والاقتصاد والحريات والديمقراطية، وتعود شرعيته القانونية أيضاً إلى اعتماده من مجلس شؤون الأحزاب، فضلاً عن وضوح رؤيته السياسية تجاه الوضع الراهن في السودان، فقد اعتبر الحزب أن قرارات المجلس العسكري والحكومة في ديسمبر 2021 “غير شرعية”، ووصف المرحلة بأنها “فراغ دستوري” بعد تمزيق الوثيقة الدستورية، كما دعم الحزب تشكيل ميثاق سياسي شامل (تدابير الانتقال) باعتباره مدخلاً ضرورياً لتحقيق انتقال ديمقراطي يحمي البلاد من التمزق، وأصر في الوقت نفسه على إيقاف الحرب.

هذه المواقف مجتمعة تجعل المؤتمر الشعبي لاعباً ذا رؤية في المشهد السياسي، وتؤكد أن شرعيته ليست بحاجة إلى تبرير إعلامي أو دعائي، فهي مستمدة من مواقفه وتاريخه وخطه الإسلامي المعارض. إنّ شرعية المؤتمر الشعبي لا تختزل في نصوص قانونية أو اعتراف رسمي، بل في حضوره وسط الجماهير وقدرته على الدفاع عن قضايا الوطن في أحلك الظروف، فالمؤتمر الشعبي مهما اختلف الناس حوله، يظل جزءاً من معادلة التغيير.

وكما ان محاولة البعض التحدث باسم الحزب في زمن الحرب لن تنال من مكانته، ولا بابعاد أمينه العام عن قيادته، ولا بدمغه بالخذلان، فالمؤتمر الشعبي يظل حاضراً بروحه وجسده في قلب الصراع، ولن تلغى شرعيته ما دام قادراً على تجديد نفسه والانحياز إلى مصلحة السودان ووحدته وسلامه، حتى يتحقق ذلك عبر الحوار والتفاوض.
فتّكم بعافية.
ألا هل بلغت، اللهم فاشهد.

زر الذهاب إلى الأعلى