آخر الأخبار
المقالات

️سلمي الحسين ..تكتب..أفراح بلا سلاح..مبادرة سودانية من أجل افراح آمنة وسلام مجتمعي.

في ظل مجتمع اعتاد على الاحتفاء بالسلاح الناري والطلقات في الأفراح، جاءت مبادرة أفراح بلا سلاح السودانية لتحارب عنفاً مجتمعياً تسبب في مآسٍ وفواجع لأسر عديدة.

وعلى مدى عامين، قاد هذه الحملة أمينها العام “أوشيك أحمد علي”، محولاً الأفراح من مناسبات خطرة إلى حفلات آمنة تعيد إحياء التراث والثقافة السودانية الضاربة في الجذور .

برزت هيئة أفراح بلا سلاح كمبادرة مجتمعية تطوعية في السودان، وخصوصاً في مناطق مثل ولاية نهر النيل، ولاية كسلا ‘البحر الأحمر’ وعدد من المدن والارياف ..حيث انتشرت ظاهرة إطلاق النار في الأفراح بشكل كبير .

لم تكن المبادرة مجرد حملة رفض الظاهرة بل كانت حركة اجتماعية بملامح سودانية تهدف إلى:

1/ حماية الأبرياء من خطر الطلقات الطائشة التي تسببت في وفيات وإصابات.

2/ استبدال ثقافة العنف بثقافة التراث والفنون.

3/ تعزيز قيم السلام والأمان داخل المجتمع .

*الدور خلال العامين السابقين: من التوعية إلى التغيير الفعلي*

خلال العامين الماضيين، قامت الهيئة بعدد من  الأدوار الرئيسية:_

1. الحملات الميدانية المباشرة: حيث انتشر متطوعوا الهيئة في الأفراح والمناسبات وقاموا بتوعية الحضور بمخاطر إطلاق النار، وتوزيع المنشورات والملصقات ، والحملات الإعلامية كحملة( افراحنا امنة الأولى والثانية )والورش التوعوية.
2. الضغط المجتمعي والمبادرات: نجحت الهيئة في استصدار قرارات من الإدارات الولائية والمحليات في عدة ولايات بمنع إطلاق النار في الأفراح.

3. التحول الثقافي: لم تكتفِ الهيئة بالمنع، بل قدّمت البديل و شجعت على استبدال صوت الرصاص بصوت الدفوف والأناشيد، وإحياء الرقصات التقليدية التي تخلق أجواء من الفرح.
حيث نجد كثير من الفيديوهات يعلن فيها اهل العرس ان زواجهم بلا سلاح وانتشار اللافتات المعنية والدعوات
4. التعاون مع الجهات الرسمية: عملت الهيئة، تحت إشراف أمينها العام، على توطيد العلاقة مع الأجهزة الأمنية واسناد معركة الكرامة.

5. عمل مناشط توعوية في غالب السودان المختلفة .

قاد هذه المسيرة “أوشيك أحمد علي”، الأمين العام للهيئة، الذي أصبح وجهاً بارزاً لهذه القضية حيث لم يكن دوره قاصراً على الإدارة، بل كان متحدثاً ميداني يجوب الولايات ولم توقفه التحديات عن الفكرة التى إقتنع بها وظف علاقاته المجتمعية لإقناع الشباب بالتخلي عن السلاح في الأعراس، مثمناً دور الشباب في نشر الوعي وخلق مناخ آمن واهتم بهذا التوجه قيادات عسكرية وادارات اهلية نموذج ناظر عموم قبائل الشكرية وناظر عموم قبائل الهدندوة وعدد من الرموز الفاعلة في المجتمع السوداني.

حتما ان الهيئة واجهات تحديات كبيرة أبرزها:
استمرار البرامج التوعوية وعدم وجود ميزانيات لهذا العمل ،وصعوبة تغيير ثقافة مجتمعية في وقت قصير مما يتطلب جهد كبير ،بجانب نشر البديل واعادته لاذهان الناس وهذا يحتاج إلى عمل وتسويق كبير،علاواة علي استكمال الجوانب التوعوية  لمحاربة هذه الظاهرة والظواهر  المرافقة (تعزيز سيادة القانون /تعزيز الظواهر الإيجابية /محاربة الظواهر السالبة المرافقة للزواج السوداني).

الا انه ورغم التحديات حققت الهيئة نجاحات ملحوظة خلال عامين منها: انخفاض ملحوظ في حوادث إطلاق النار في الأفراح في المناطق التي نشطت فيها مؤخرا.
وتغيير النظرة المجتمعية.. حيث بدأ الكثيرون وخاصة كبار السن وأصحاب الفكر بدعم الحملة واعتبارها ضرورة من مواقعهم ، إضافة الي خلق وعي مجتمعي بمخاطر هذه الظاهرة، ليس فقط كقضية أمنية، بل كقضية صحية إنسانية.
وانتشار احساس المجتمع بأن إطلاق النار في المناسبات خيانة للشهداء وهدر للمال.

*خاتمة*
أفراح بلا سلاح ليست مجرد شعار بل هي نموذج لحركة التغيير المجتمعي السلمي التي يقودها الشاب أوشيك أحمد علي، ومتطوعون اخرين معه آمنوا بأن البندقية لا مكان لها في مناسبة يملؤها الفرح ،حيث أن جهودهم خلال عامين أثبتت أن تغيير العادات ممكن عندما يتم استبدالها ببدائل جميلة تعبر عن أصالة الشعب السوداني وتراثه الغني محولةً الأفراح إلى مناسبات آمنة يعمها السلام

*الرسالة*
مثل هذه المبادرات والأفكار الشبابية العظيمة تحتاج دعم ووقفة من الدولة لان هذه المبادرات اولا خطابها ليس جهوي ولا سياسي ولا عنصري باي شكل من الأشكال فهو خطاب يأتي احساس ان شباب السودان بكل سحناتهم يجتمعون خلف فكرة دينية انسانية أخلاقية قانونية تساهم في تحقيق السلم والأمن الاجتماعي.

 

زر الذهاب إلى الأعلى