آخر الأخبار
المقالات

مدارات للناس _هاشم عمر_ *الشرطة السودانية… بين التحديات والوفاء بالعهد*

في مدينة بورتسودان، وعلى ضفاف البحر الأحمر، لم تكن احتفالات الشرطة السودانية بعيدها الحادي والسبعين ويوم الشرطة العربية مجرد طقوس احتفالية عابرة، بل كانت رسالة صمود وتحدٍ في وجه العواصف التي تعصف بالوطن. حضور وزير الداخلية الفريق شرطة حقوقي بابكر سمره مصطفى، إلى جانب مدير عام الشرطة الفريق أول أمير عبد المنعم، وقيادات رفيعة من الشرطة والجيش والسلطة التنفيذية، لم يكن بروتوكوليًا فحسب، بل حمل دلالات سياسية وأمنية عميقة.

في كلمته، لم يوارِ الوزير الحقيقة، بل واجهها بصراحة: “عازمون على دحر المليشيات المتمردة وتطهير البلاد”. كلمات تعكس حجم التحديات التي تواجهها الدولة، لكنها في الوقت ذاته تؤكد أن المؤسسة الأمنية، وعلى رأسها الشرطة، ما زالت تقف على أرض صلبة، مستندة إلى إرث من التضحيات والخبرات.

اللافت في هذه الاحتفالات لم يكن فقط الحضور الرسمي بقيادة رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان ومشاركته في افتتاح مصنع الجوازات والأوراق الثبوتية، إيمانًا منه بأهمية الشرطة كفصيل متقدم في المنظومة الأمنية، مشيدًا بها، بل أيضًا المشاركة المجتمعية الواسعة، والأنشطة التي امتدت من الأسواق إلى المستشفيات، ومن تكريم قدامى الضباط إلى تخريج دفعات جديدة. وكأن الشرطة أرادت أن تقول: “نحن منكم، ومعكم، ولأجلكم”.

مدير عام الشرطة، الفريق أول أمير عبدالمنعم فضل، أعاد التأكيد على أن الشرطة ليست فقط قوة نظامية، بل مؤسسة خدمية تسعى للوصول إلى كل مواطن، في كل بقعة من الوطن. أما والي البحر الأحمر، فقد سلط الضوء على النجاحات الأمنية في ولايته، خاصة في مكافحة التهريب والمخدرات، وهي معارك لا تقل أهمية عن ميادين القتال.

وفي ختام الاحتفالات، جاء التكريم ليعكس ثقافة الوفاء: لقيادات خدمت، ولأسر شهداء ضحوا، ولمجتمع وقف سندًا. إنها لحظة تذكير بأن الأمن لا يُبنى بالسلاح وحده، بل بالثقة، والانتماء، والتكامل بين الدولة ومواطنيها.

الشرطة السودانية، رغم الجراح، ما زالت تقف كالسد المنيع. وبينما تتعالى أصوات الرصاص في بعض الجبهات، يظل صوت القانون هو الأمل في غدٍ أكثر أمنًا واستقرارًا.

*مدارٌ ثانٍ*

التحية والتقدير للإعلام الشرطي وهيئة التوجيه والخدمات، بقيادة الفريق شرطة عبد الفتاح عثمان، واللواء د.الخواض الشامي مدير الإدارة العامة للإعلام، وفريقه الإعلامي الذي أشرف على تغطية فعاليات الاحتفالات في العاصمة والولايات. لقد نقلوا نبض الحدث بجدية ومهنية، فكانوا عينًا صادقة على الأرض.

مدارٌ أخير

شرطة ولاية البحر الأحمر، بقيادة اللواء شرطة دفع الله طه، بذلت جهدًا مقدرًا في تعزيز الأمن بالولاية، وظهرت بصمات الرجل واضحة في الأداء والانضباط. وتبقى بورتسودان، بثغرها الباسم، واحدة من أأمن العواصم على المستويين الإقليمي والدولي. ستظل بورتسودان ملاذًا آمنًا لأهل السودان، وواجهة مشرقة تعكس صمود الوطن في وجه التحديات.

زر الذهاب إلى الأعلى