
امس الأول وخلال حديثه في لقائه بولاة الولايات جدد الفريق أول ركن شمس الدين كباشي نائب القائد العام للقوات المسلحة حديثه السابق حول تبعية المقاومة الشعبية حين اكد بأن المقاومة الشعبية تحت سيطرة الجيش ولا يمكن لأحد أن يحمل السلاح خارج منظومة الجيش.
كباشي ذهب بالقول الى أن المقاومة الشعبية ماهي إلا وعاء وطني يحوي ويضم كل مخلص للوطن دون لافتات سياسية أو قبيلة وان كل منتم للمقاومة الشعبية عليه خلع اي بزة يرتديها سواء كانت سياسية اوقبلية وعليه ارتداء بزة الوطن تحت امرة قواته المسلحة.
حديث الجنرال كباشي عن المقاومة الشعبية الاخير أمام الولاة لم يكن الأول من نوعه فقبل نحو عام من الان قال كباشي في برنامج تخريج دفعة من حركة مناوي بالقضارف قال ان المقاومة الشعبية ليست بازار سياسي وكل من يحمل شعار أو لافتة سياسية يجب ألا يدخل المعسكرات، ولن نسمح برفع اي راية بخلاف راية القوات المسلحة.
حديث الجنرال كباشي رغم سلامة منطقه الا انه يثير تساؤلات عدة حول توقيته، فمن نافلة القول إن المقاومة الشعبية جاءت لتكون سنداً ودعماً وحائطاً منيعاً للقوات المسلحة للتصدي ودحر العدوان الآثم عن البلاد خاصة الولايات التي ظلت ملتهبة بالحرب.
واعتقد جازما بأن كل من انتموا وانضموا إلى هذا الكيان الوطني لا يسعون لمناصب وإنما جاءوا طواعية واختياراً، لأن “المقاومة تسع الجميع ولا حجر على احد باعتبار ان المقاومة حق لكل مواطن لأداء دوره في حماية الأرض والعرض”،
فمشروع المقاومة الشعبية الذي جاء كحراك جماهيري “دفاعي وتدافعى” مثل مبادرة مجتمعية جديدة تتطلب المراجعة والتقييم المستمر لتحقيق أهدافها في توفير الدعم البشري والمالي لمعركة الكرامة؛ وهو أمر نتفق فيه مع الجنرال كباشي.
ولكن ومما لا نتفق فيه مع الجنرال كباشي توقيت حديثه عن المقاومة الشعبية والذي جاء في توقيت عصيب وهو أمر يوحي للمراقبين من “الشامتين المتصيدين” ممن يَقومون باشعال نار الفتنة والتفرقة بين القوات المسلحة وابنها الشرعي “المقاومة الشعبية” وهم الذين يروجون الان و يبشرون بحدوث شرخ بين قيادات القوات المسلحة بسبب المقاومة الشعبية.
فالوقت الان لابد أن تسخر فيه الطاقات لدعم كل الجهود لتحقيق نصرا مؤزرا للقوات المسلحة والقوات المساندة لها على اوباش المليشيا في كل محاور القتال وبعدها لكل مقال مقام.
عموما تشهد قرائن الأحوال أن المقاومة الشعبية المولود الشرعي للقوات المسلحة أحدثت تطوراً ملحوظاً في العمليات العسكرية والانتصارات في كافة جبهات القتال، مما أربك المليشيا والجهات الداعمة لها داخلياً وخارجياً. فالمساندة التي قدّمها المستنفرين للقوات المسلحة خلال معركة الكرامة ستظل مصدر فخر للأجيال القادمة.