آخر الأخبار
المقالات

إنشراح أوشي تكتب: و انتصرت الإرادة.. الشهادة السودانية تنهض من بين ركام الحرب

 

في مشهد يكتب بالتاريخ، ويُروى للأجيال القادمة وفي ملحمة وطنية وتجسيد حقيقي للسلم المجتمعي والترابط واللحمة انطلقت امتحانات الشهادة السودانية الدفعة المؤجلة 2024 لتعكس لوحة رائعة في التداعي الوطني والنور الذي يشق ظلام الحرب. فللمرة الثانية منذ اندلاع الحرب ، تُقام امتحانات الشهادة السودانية، رغم كل العقبات الأمنية والاقتصادية والاجتماعية، لتكون شاهدًا على انتصار الإرادة وهزيمة المستحيل.

ورغم النزوح والشتات، ورغم دمار المدارس، وفقدان المعلمين، وظروف الحياة القاسية التي يعيشها الطلاب في المعسكرات والمدن المستضيفة، أصرّت الأسر، ووقف المعلمون، وشدّ الطلاب أزرهم، ليقولوا للعالم: “نحن باقون ما بقي الحرف، وما دام في القلب حلم”.

هذه ليست مجرد امتحانات، بل هي خطوة أولى في طريق طويل نحو إعادة بناء الوطن. فالأوطان لا تنهض إلا بالعلم، ولا تُعمر إلا بسواعد المتعلمين. وإن إقامة هذه الامتحانات رغم الدمار، لهو إعلان صريح بأن السودان لن ينكسر، وأن الحرب وإن طالت، لن تطفئ شعلة المعرفة المتقدة في صدور أبنائه.

لقد أثبتت التجربة أن العقل السوداني لا يعرف الاستسلام، وأن التعليم ليس رفاهية، بل هو قضية بقاء، ورسالة حياة. واليوم، ونحن نتابع طلابنا وهم يجتازون امتحاناتهم، نعلم جيدًا أن هذه اللحظة تمثل أكثر من نجاح فردي، بل هي انتصار لوطن بأكمله.

إن هذا الإنجاز يحمل في طياته دروسًا عظيمة: أن اليأس لا يصنع مستقبلًا، وأن العلم وحده هو السبيل لنهضة حقيقية. ولعلّ هذه الخطوة تكون بداية الإعمار، لا في الجدران والبنى فقط، بل في النفوس والعقول والوجدان الجمعي .. وذات الإرادة قادرة علي تحقيق الإعمار في كل البني التحتية والمرافق الحيوية وكفيلة بإخراج السودان من عنق الزجاجة وان غدا لناظره قريب .
ان احتضان ولايتي نهر النيل والنيل الأبيض لطلاب ولايات دارفور وكردفان ، إثبات عملي وتجسيد واقعي وحقيقي لـ *(كل اجزاءه لنا وطن إذ نباهي به ونفتتن)*
ايها الناس نحن من نفر عمرو الأرض حيث ما قطنوا.. نحن بالروح للسودان فدا فلتدم انت الوطن .

زر الذهاب إلى الأعلى