عثمان البلولة يكتب: زيارة “تأسيس” إلى الرياض… أبواب لم تُفتح

فصل الخطاب
ذهبت “تأسيس” إلى الرياض محمّلة بخطاب منسوب للهامش، لكنها عادت بخيبة لا تخفى، ورسائل لا يُستهان بها.
الزيارة، التي أحاطها الوفد بهالة “استراتيجية”، لم تتجاوز لقاءات بروتوكولية مع موظفين في الخارجية السعودية ومسؤول أمني. غاب الوزراء، وغابت الوعود. لم تُفتح القنوات، ولم يُمنح الغطاء، بل سُمعت كلمات مقتضبة مفادها: “احترام خيارات أهلكم لا يعني تفويضًا سياسيًا.”
بين الغموض والوضوح
الطلب السعودي بعدم تشكيل حكومة، والتلميح للترتيبات الأمريكية، ثم التحذير من الفوضى والعقوبات، لم يكن خطابًا رماديًا بل إنذارًا ناعمًا بأن أي مغامرة سياسية تحت لافتة “تأسيس” لا تحظى بقبول، ولا تؤسس لشرعية.
تأسيس كواجهة
رغم محاولات إظهار الاستقلال، فإن القراءة المتأنية تؤكد أن “تأسيس” ليس طرفًا ثالثًا، بل جناح سياسي لصوت الدعم السريع، يسعى لتدويل قضيته عبر أدوات مدنية. غير أن الرهان على التجميل السياسي لم يُقنع الرياض، ولا يبدو أنه سيقنع غيرها.
خلف الأبواب المغلقة
فشل الزيارة ليس وليد سوء التقدير، بل ثمرة موقف إقليمي بات يرى في الدعم السريع عبئًا أخلاقيًا وأمنيًا. والدفع بواجهات مدنية لإعادة تدوير المشروع العسكري لا يخدع العواصم.
الرسالة الأوضح: لا شرعية بلا مؤسسية
تصر الرياض – كما واشنطن – على التعامل مع الدولة السودانية من بوابة الجيش والمؤسسات المعترف بها دوليًا، لا مع كيانات “مفرّغة من الدولة” وإن تنكرت بلبوس مدني.
فصل الخطاب: حين تتحدث السياسة بلغة الصمت، يكون الرفض أبلغ من التصريح.